توثيق أحد- كشف الجهني أسباب التدهور وصدمة المتسلقين.
المؤلف: سامي المغامسي11.14.2025

لم يخطر ببالي إطلاقاً أن يتم اختياري ضمن لجنة التوثيق الخاصة بنادي أُحد، تلك اللجنة التي تم تكليفها رسمياً من قِبل إدارة النادي لتدوين تاريخ تأسيس هذا الصرح الرياضي العريق وبطولاته في كرة القدم. ضمت اللجنة أسماء لامعة مثل: فايز عايش الأحمدي، وعلي فودة، وأحمد أمين مرشد، ومحمد فودة، وسامي المغامسي، وشخصي الضعيف. لقد وجدت نفسي محاطاً برموز لها ثقلها في تاريخ نادي أُحد، بغض النظر عن أي خلافات أو اتفاقات، فالتاريخ هو الحكم الفيصل والشاهد على الأحداث.
قد تتساءلون عن سبب دهشتي من هذا الاختيار، والجواب يكمن في أنني لطالما انتقدت وبصراحة متناهية، الوضع الراهن والمراحل السابقة التي مر بها نادي أُحد، خاصة فيما يتعلق بالنتائج والأوضاع الصعبة التي واجهها. اختلافي، سواء في الماضي أو الحاضر، مع مختلف الإدارات التي تعاقبت على النادي، كان دائماً منصباً على النتائج، ولم يكن أبداً خلافاً شخصياً. أكن كل الاحترام والتقدير لكل من يعمل بجد واجتهاد في خدمة هذا النادي.
أرى أن الوضع الحالي للرياضة في المدينة المنورة لا يرتقي إلى مستوى تطلعاتنا وطموحاتنا. لا نصبو إلى الفوز ببطولة دوري روشن، ولا نتمنى الصعود إلى هذا الدوري، بل جلّ ما نرجوه هو البقاء في دوري يلو، ونسعى جاهدين للحفاظ على مكانة فريق السلة في الدوري الممتاز، حتى لا يندثر ذلك التاريخ المجيد. قد تبدو أحلامنا بسيطة ومتواضعة، ولكن تحقيقها على أرض الواقع يكتنفه الكثير من الصعاب والتحديات، وسط هذه الظروف المعقدة، وتتلاشى طموحاتنا الوردية في خضم البحث عن الشهرة والأضواء.
خلال مسيرتي الصحفية التي امتدت لما يقارب الثلاثين عاماً، لم أكن يوماً تابعاً أو خاضعاً لأي إدارة، ولم أسعَ إلى التملق والتزلف لأحد. كان قلمي دائماً بعيداً عن المجاملات والمحاباة، وكان اختلافي مع العديد من الإدارات السابقة يتمحور حول النتائج، التي تعتبر المعيار الأساسي لتقييم عمل أي إدارة.
لقد كانت فرصة سانحة للتعبير عن عتبنا الشديد لإدارة الأستاذ محمد عبد الهادي الجهني، بسبب الوضع المتردي الذي يعاني منه النادي والتدهور الملحوظ في نتائج فريق كرة القدم والسلة، فضلاً عن الديون المتراكمة التي تثقل كاهل النادي.
بين الأستاذ الجهني الظروف القاهرة والعقبات الجمة والصعوبات البالغة التي وُضعت في طريقه من قبل بعض المحسوبين على نادي أُحد، وكشف النقاب عن العديد من الأمور الصادمة والمفاجئة بالوثائق والأدلة القاطعة، وذلك بحضور نخبة من أعضاء لجنة التوثيق الأُحدية.
تحدث الجهني بشفافية مطلقة وأخرج العديد من الملفات وهو يعبر عن ألمه وحسرته، وأقر بوجود أخطاء، لكنه أشار إلى وجود قائمة طويلة من الإشكاليات والعراقيل التي وُضعت له من قبل بعض الأُحديين الذين يسعون إلى إسقاط النادي وإفشال إدارته، وكشف عن أهدافهم الخفية والنوايا المبيتة.
أوضح الجهني أسباب عدم تجديد عقود بعض اللاعبين، وكانت بعض هذه الأسباب مقنعة، بينما البعض الآخر لم يكن كذلك، وقد اختلفت معه في هذه النقطة، وأرى أن الخبرة لم تسعفهم في كيفية احتواء اللاعبين مهما بلغ حجم الخلافات بين الطرفين.
تطرق إلى عزوف الأُحديين عن دعم النادي وحضور المباريات، وتحدث عن الكثير من الأمور الأخرى، وامتد الحديث لساعات متأخرة من الليل ونحن نصغي باهتمام لما يقول، ومندهشون مما نسمع.
كشف عن الرواتب المبالغ فيها التي كان يتقاضاها بعض العاملين في النادي، وأظهر كشوفات الرواتب، وتبين أن راتب المدير التنفيذي الدولي السابق، حسين عبد الغني، يبلغ 20 ألف ريال فقط، وليس 120 ألف ريال كما يشاع، وأنه يتولى مهام الرئيس التنفيذي دون مقابل مادي، وذلك بهدف التوفير على النادي، على حد قوله.
وجهت إليه سؤالاً عن سبب عدم توضيحه لهذه الأمور عبر وسائل الإعلام، فأجاب بأنه سيكشف كل الحقائق في الوقت المناسب، ولكن لديه مهام متشعبة من مختلف الجهات، وهدفه هو وضع ورسم خارطة طريق صحيحة لهذا النادي المديني العريق.
تحدث الجهني عن العديد من الأمور الأخرى، بعضها يمكن ذكره والبعض الآخر لا يمكن البوح به، وتذكرت مقولة الأستاذ فايز عايش الأحمدي عندما كنت في بداية مسيرتي الصحفية: "ليس كل ما يعلم يكتب ويقال في الصحافة".
تركت لكم بعضاً مما دار في ذلك اللقاء، ونقلت لكم جزءاً يسيراً من حديث رئيس النادي، محمد الجهني، عن الأسباب التي أدت إلى وصول النادي إلى وضعه الحالي، ولا أستطيع أن أجزم من هو المتسبب الحقيقي، ولكنني على يقين بأن المتسبب هم المتسلقون الذين يسعون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة النادي.
أسأل الله أن يكون في عون نادي أُحد، الذي كان ضحية لبعض الأشخاص الذين استغلوا النادي كطريق للظهور على الساحة الرياضية، وليس لهم أي علاقة حقيقية بالرياضة. وعلى العموم، هناك تكملة وبقية للحديث في المستقبل القريب.
